مر عمر برجل مخزومي قد اسلم، فعابه عمري ، فرد عليه الرجل : بأن إن أسلم هو فقد أسلم من هو أحق باللوم والعتاب مني يا عمر ، فقال عمر: من هو ؟ فقال الرجل : أختك وختنك ( أي زوج أختك ) فذهب عمر إلى دار أخته فاطمة وهي تحت سعد بن زيد، وسأل ما هذا الذي بلغني عنكما؟ فردا عليه ، وما كان منه إلا أن ضرب رأس أخته فأدماه، فقامت إليه وقالت: وقد كان على رقم أنفك فأستحيا عمر حين رأى الدم يسيل من رأس أخته، وجلس وقد رأى بينهما كتاباً، فقال: أروني هذا الكتاب، فقالت له فاطمة : أنه لا يمسه إلا المطهرون، فقام عمر فأغتسل فأخرجا له صحيفة فيها (( بسم الله الرحمن الرحيم)) فقال : أسماء طيبة طاهرة (( طه (1) ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى (2) )) إلى قوله تعالى : (( الأسماء الحسنى (
)) فتعظم ذلك في صدر عمر وأسلم، وقال لهما: أين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقاله له في دار الأرقم.
فذهب إلى دار الأرقم فقرع الباب ففزع من في الدار فقال لهم حمزة: ما لكم ؟ قالوا : عمر، قال : افتحوا له الباب فإنه إن أقبل قبلناه وأن أدبر قتلناه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجرة من الدار فلما سمع الحديث خرج فتشهد عمر فكبر أهل الدار تكبيرة سمعها من في المسجد، وقال عمر : ألسنا على الحق يا رسول الله ؟ فقال : بلى ، قال : ففيم الاختفاء ؟
فخرجوا صفين، عمر في أحدهما وحمزة في الآخر وقدا كان أسلم قبل عمر بثلاثة أيام، ولما دخلوا المسجد ورأتهم قريش وبينهما حمزة وعمر أصابتهم كآبة وحزن شديد، وسمى النبي صلى الله عليه وسلم ساعتها عمر بـ الفاروق.
انتهى ,,