الشات و الفتاة المسلمة

هذه قصة لأخت لكم وقد رأيت هذا الموضوع في موقع آخر وأعجبني لأنه فيه عبر لمن أراد أن يعتبر .

الشات ذلك الذي أشبهه بعصير لذيذ ولكن بداخله سم قاتل . وربما البعض يدخل الشات فقط لكي يرى ماذا يدور فيه .. فأقول أن هذا أول الطريق وهذا أول الهلاك والنفس من المستحيل أن تستمر على هذا الحال حتى يرى الشاب أو الفتاة انه أعجب بالآخر .

وهذا أكرره انه شاب أخ لي في الله قد أرسل لي قبل فترة يعتذر الدخول في الشات لأنه يكون يدعوا ويرسل لي بعض الإيميلات .. قال خشيت على نفسي من الفتنة وهو الآن متوقف عن الدخول هناك .

أترككم مع القصة فعلها تحرك القلوب أو تغير حالنا. تقول البنت : كنت بيوم من الأيام أتصفح النت وأقراها وما كنت أتخيل بيوم أنى سأكون واحدة من أبطال هذه القصص .

كل شخص يقرا القصة سيقول أننى لم أستاهل حتى أنى أعيش لأني نسيت ربي في لحظة طيش .. أعترف بكل شي داخلي واطلب من الله التوبة والمغفرة .

أنا بنت من البحرين عمري 18 سنة .. أوقات فراغي أقضيها بالمنتديات وبالشات وكنت واثقة من نفسي أنى لا أتأثر بيوم من الأيام بأي شي أراه أو أسمعه .

لكن للأسف كلمني واحدا من ذئاب الشات وكان كلامه بالبداية كلام عابر وبريء .. تكلمت معه بكل عفوية وخجل .

أتذكر أنى تكلمت له عن نظرتي للحياة وآمالي للمستقبل واندمجت بالكلام حتى الصباح .. استأذنته للصلاة .. فطلب مني أن أتوضأ وأصلي وانتبه على نفسي وقال لي بأنه يريد أن يقول لي كلام وأن أعطيه الايميل لكي يخبرني إياه لاحقا .

أخبرته بعدم إمكاني وأني لا أحب .. استغل طيبتي وسذاجتي واخذ يقنعني بكلامه حتى اكتب له الايميل .. وبالفعل حصل على ما يريده وكانت البداية .
التقيته باليوم الثاني وكنت متشوقة حتى أعرف ما يريده مني .. أحسست أنه إنسان طيب ومحترم , فقلت : ما المانع أن أخدمه إذا طلب مني أي شي ..

تفاجئت بأنه يقول لي كل شي عن حياته ومن خلال كلامه فهمت انه معجب بشخصيتي وببراءتي مثل ما يقول .. في تلك اللحظة أحسست انه شخص صريح وجريء وانجذبت إليه ..توالت الأيام وكل يوم انتظر بلهفة دخوله الايميل .. وكنت أقنع نفسي بأن لاشي بيني وبينه إلا مجرد كلام .

دخلت الايميل ذات يوم ولم أجده فتضايقت وسألت نفسي عن السبب ولماذا كل هذا .. حتى رأيته أخيرا وسألته .. فاخبرني أنه متضايق كثيرا وأنه حائر ولا يدري ماذا يفعل ؟

قلت له أنى مستعدة أن أساعده إن كنت أستطيع .. طلب مني رقم الهاتف حتى يستطيع أن يخبرني بكل شي وأن أفهم معاناته من خلال نبرة صوته .. لم أتردد وبكل وقاحة قلت له : أنا واثقة منك وسوف أساعدك .. فتأكد أنني فريسة سهلة .

كلمني بالتلفون وقال لي أنه لا توجد لديه مشاكل أصلا , وإنما يريد أن يسمع صوتي ! ثم بدأ كلام الحب والأوهام .. تلك الأيام سرت وراء كلامه بدون وعي أو إدراك بأن كل ما افعله غلط .. وعندما تأكد أنني استسلمت له وأني غبية وأصدق كل ما أسمعه . أخبرني برغبته بالارتباط بي , وأن لا أضيع الوقت بالتفكير بل أجد طريقة لكي يراني .. وإن شكلي مهم بالنسبة له ولأني جميلة فعلا قلت له : أنى جميلة , وإن أراد أن يتأكد فلا مانع عندي !! .

لم أدرك ماذا أفعل ولماذا وافقت أن يراني .. فلم يكن لقاء واحد بل تكررت مقابلتي له كثيرا حتى أدمنت ..

وفي كل مرة يقول أنه يريد أن يتقرب مني أكثر لكن يجب علي أن أعطيه الضوء الأخضر لكي يفعل ما يريد , وأن الحب ليس مجرد كلام . لم أستوعب كلامه بالبداية لأن تفكيره صدمني ورفضت ما يقول .

نسيت أن أقول بأني في تلك الفترة كنت بالثانوية وأهملت دراستي كثيرا وصحتي أيضاً , وبالمقابل لم يكن هو يهتم بأي شيء من ناحيتي بل كان يلومني . طلب مني أن يقابلني ولو لآخر مرة فقلت له أن يغير تفكيره أولا لأن كلامه زرع الخوف بداخلي ولا أستبعد أن يفعل ما يأمره الشيطان به عندما يراني , فطمأنني وقال لي بأنه لا يريد أن يخسرني , وشهواته سوف يكبتها للوقت المناسب .

آخر يوم قابلته كنت أتمنى أن يكون آخر يوم بحياتي .. بداية لقائنا أحسست بأن نظراته غريبة , لم أنظر في عينيه لأني في كل مرة لم أستطيع أن أضع عيني بعينه ولكني أحسست بذلك .

أمسكني من يدي ثم قام بتقبيلي .. ابتعدت عنه ولم أتردد بأن أقول له : أنت حيوان !! ضحك بوجهي وقال لي : إن ما فعله انتقام مني لرفضي أن أسلمه نفسي وأنه لا يحبني وكل ما قاله كان تمثيل وأنه طلب مقابلتي لكي يفعل هذا الشي ويدمرني .

بكيت أمامه لكن حتى دموعي لم تأثر في قلبه شي وتركني ورحل , رجعت البيت قررت أن أنعزل عن الناس وأعيش مع عائلتي فقط , فلم أجد الحب إلا معهم ولقد رأيت عندهم الرأفة ويريدون لي الخير .

واشغلت نفسي بقراءة القرآن والصلاة والإستقامة وأدع ربي أن يسامحني على ما فعلته وعلى ما جنته . وإني حتي الآن لم أخبر أحدا بما جرى لي وحتى عائلتي لا تعلم , واليوم لا أدري لماذا أفصح عن ما فعلت في موقع الإنترنت !! أكيد لكي يتعظ ويعتبر غيري من الفتيات !!

وفي الختام أقول : الحمد لله أن الأمر وصل إلى هذا الحد ولم يتعدى إلى تصوير أو تهديد أو أمور أخرى !!

وهذه القصة نوجهها لكلا الطرفين الشاب والفتاة .. إن الشات طريق العار وطريق الدمار وطريق الفضيحة , ولا تقول أنا قوي أو أنت أختي أنا قوية .. فهذه قصة وربما تكون في الطريق قصص مثل هذه تبين خطر ذلك .

انصح الجميع بأن يشغل نفسه بالمفيد من دخول منتديات دعوية أو الإشتراك في مجموعات بريدية إسلامية حتى يشغل نفسه , أو يفتح صفحة دعوية له وهكذا يشغل نفسه بما يقربه إلى الله .

ولا تقول أنى سوف أدخل الشات لكي أدعو أو فقط أشاهد المشاركات .. فهذا أول خطوة للضياع .. وإنما يدخل هناك من ينصح من له القدرة على ذلك مثل مشايخ أو طلبة علم ثقات .

وفق الله الجميع لما فيه الخير

جزاك الله خير اخوي على الموضوع مع تحياتي مدير المنتدى