* الفكرة :
فقد سألني بعض من يعز علي طلبه ، لكتابة رسالة توجه إلى أصحاب التسجيلات الغنائية ؛ يُذكَّرون فيها بالله ، وبجرم هذا المنكر العظيم ؛ الذي عمَّ وطمَ ، وشاع وذاع ، وسوف يرفق أدناه نسخة ملف ( وورد ) جاهز بالتنسيق الملائم ، فعلى من أراد طباعته تحميله ثم توزيعه على من أراد .
وننوه إلى أن حقوق النشر محفوظة لكل غيورٍ على حرمات الله ، حريص على تذكير الناس وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ..
* نص الرسالة :
بسـم اللـه الرحمن الرحـيم
الأخ المكرم : صاحب محل تسجيلات ( لو يذكر اسم التسجيلات ) الفنية سلمه الله ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أما بعد :
فمن دافع الغيرة على إخواني المسلمين ، وحب الخير لهم ، والحذر من استمراء الشيطان إياهم في دروب الردى ، فإنني أسطر هذه الكلمات ؛ سائلاً المولى أن يفتح على قلبك ، وينير دربك ، ويلهمك رشدك ، إنه خير مسؤول ..
* أيها الأخ الفاضل :
فإن مما قد علم بالضرورة من ديننا : حرمة الأغاني والمعازف ، وآلات اللهو والطرب المحرم ، كما قد قال ربنا في محكم آي الكتاب : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ) ؛ وقد أقسم ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أن لهو الحديث هو الغناء ، وجاء بنحو ذلك عن ابن عباس [ تفسير ابن كثير : (6/330) ] .
والحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول فيما أخرجه البخاري في صحيحه : (( ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف )).
وهو ما عليه فتوى علمائنا الموثوق بعلمهم ، وصدق ديانتهم ، كما أفتت اللجنة الدائمة ، وسماحة الشيخ الإمام ابن باز ، والشيخ العلامة ابن عثيمين ـ رحمهم الله جميعاً ، وحفظ الله الحي منهم ـ .
بعد ذلك بقي أن يقال :
أنه لم يعد هناك مجال للشك أو الريب في حرمة الغناء لمن طلب الحق ، وتجرد من هواه ، فليُعلم أن الله تعالى إذا حرم شيئاً حرم ثمنه ، فإن طلب الرزق والبحث وراء ما حرّم الله ؛ سببٌ لفساد الحال في الدنيا والآخرة .
أما في الدنيا : فإن الله تعالى قد كتب في سابق علمه : انه لا يستجيب لمن لم يكن مطعمه حلالاً ، وقد جاء في الحديث الذي أخرجه مسلم في الصحيح : (( .. ربَّ أشعث أغير يمد يديه إلى السماء : يا رب ، يا رب ، ومطعمه حرام وملبسه حرام ، وغذي بالحرام ؛ فأنى يستجاب له ؟! )) ، فكيف سيكون الجواب ـ أيها الغالي ؟!
وأما في الآخرة : فإن الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : (( أيما جسد نبت على سحت فالنار أولى به )) ( صححه الألباني ، صحيح الجامع ) ؛ حيث لا يشك عاقل في خبث المطعم من هذا المكسب الحرام ، ومن المعلوم : أن شر هذا البلاء ( أشرطة الغناء ) لا يقف عند حدٍّ معين ، بل هو مما تجري به السيئات فمن مشترٍ وبائع وناسخ ومستمع ، وكل هؤلاء داخلون في ميزان الإثم يوم القيامة ، وربنا تبارك وتعالى ـ يقول : ( وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) .
* أيها المفضال :
إنني أناشد فيك روح الحمية والغيرة ، نصرةً لدين الله تعالى على النفس والهوى والشيطان ، فالأمة وهي في هذه الأوقات العصبية بحاجة إلى كل يدٍ تعمل على نهضتها ورقيِّها ، لا أن نكون معاول لهدمها .
ثم اعلم أيها ـ العزيز ـ أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه ؛ أليس المال لله تعالى ؟ أليس هو المعطي والمنعم يبسط الرزق لمن يشاء ويقدره على من يشاء ؟! فلا تصرفه إلا في مراضيه ، واحذر كل الحذر مما يخالف أمره ..
فاستعن بالله ـ أيها الغالي ـ ونافس القوم لتلتحق بهم سيراً إلى الله ، وأبشر من الله بالعون والعوض .. فهو خير مؤيد ونصير سبحانه وتعالى .
والله يحفظكم ويرعاكم ، وعلى دروب الخير يسدد خطاكم ..
بقلم : محمد بن عبد الله البقمي
المشرف العلمي بموقع ياله من دين .
بوسـعد : ياجماعة نبي متطوعين يقومون بهذي المشروع الدعوي في أكثر من منطقة في البحرين ..